ضمير
المختلج
)الكُتَّاب وذواتهم)، (الكُتَّاب
والمجتمع)، (الكُتَّاب والكتابة)؛ كيف يموضوعون أنفسهم بالنسبة
لهذه المحاور فكريَّاً، وما هي تبعات هذه المواضع، وهل هي ثابتة، أم أنها قابلة للتغيير؟
ضمير
المتكلم ! نحن بالضبط في صدر المنزلق
الأخطر، سأعرج على البنية العميقة للعنوان نفسه بقلق مشروع، على الأقل بالنسبة لمن
يكتب مستفيداً من الشرخ الذي تحدثه تلقائيا مفردة " فرد" .في البنيان
اللغوي الضمير هو، حي الله، نائب ينوب عن الاسم ؛ إنه الظل الشجاع لشجرة ذات ما .
النائب الأول لغائب، أو هارب، أو مستتر مضمن مبرأ من شمس التسمية والتعيين . عدا
أن ماينقذ هذه الدلالة دولة انه ضمير ال "متكلم" : انا ، الكلمة
الرئيسية التي يعتبر كل ما يعقبها محاولة ملحمية للقول تنتهي في غالب الأمر اما
الى نكتة أو إلى حمار ضروري في عقبة . ماذا لو كان هناك، بدلاً عن ضمير المتكلم،
ضمير المختلج، أو ضمير المنسهم بسهم الله، او ضمير المنكتب وهو يقرأ دمه في معنى
ما !
الكتابة
هي المختصر التدويني لما يمكن أن نسميه موقعة الشخص، وهي لأنها موقعة شخصانية جدا
وشراكة غير محدودة بين طرف واحد اصبحت معرضة لأن تكون في مهب الجميع. بحكم الظل،
وبحكم شجاعة الضمير، وبحكم توهم أن المرآة تعكس ما يقع عليها وليس ما تلفظه من
تصورات، وبحكم الجهل، انتهى الأمر بالكاتب من ضمير صوته لبوقة تعزف لحناً اجتماعياً
يراعي الاخلاق.
افكر في سلسلة من الارقام او الالوان او الاصوات
الموسيقية او البشر فرادى وارى فوراً الاطار الذي يمكن رسمه حول كل تلك المجاميع ؛
الانعزال من جانب والتورط من جانب. الانعزال لكون كل عنصر عنصر والتورط لكون كل عنصر متورط
في محيطه ومعرف به او من خلاله ومن ذلك متشابك معه ايضا لبناء شيء معقد بدرجة تبدو
وكأنها اكبر من تعقيد العزلة الاولانية التي توحي بالبساطة. لكن هل نحن بصدد توليف
تفاسير كونية لفعل الكتابة التي هي نفسها فعل مندرج تحت تلك النظرة لكونها مستقلة متورطة في الافعال المحايثة ومن بينها فعل الأمر
بالمعروف او ارساء القيم او اصلاح ما يفسده العقل ؛ اهذا هو المرجو من الكتابة في
ضمير السائد وآلته الضخمة الجمهور وعينه المتضخمة المكونة من فقهاء الأدب؟
للاجابة عن السؤال حول كاتب ومجتمع او كاتب
وكتابة ذات الا يكون من الاجدر تحديد هذه العلاقة اولا وذلك برأيي يبدأ من ماذا
يريد الكاتب من كتابته وماذا يسيج المتلقي منها ؟ بحسب ما يظل يحدث لقرون لا يعرف
الكاتب المستجير برمضائه اي شي عن غايات نهائية لكتابته انما اين يسجن المتلقي الكتابة
فهو ما تسبب مشكورا باحداث كل تلك البلبلة الجميلة التي جعلت من الممكن ان يعجب حتى
شاعر مثل نيرودا بقاتل مثل ستالين نزل تقتيلا في البشرية بما في ذلك رصفاء نيرودا
من الشعراء . بدعاوى من قبيل الثورة والحرية للجميع والاشتراكية على الاخص
والمساواة وحقوق الكائنات والتنمية المتوازنة والمجتمع تم ارتكاب معظم الجرائم بمافي ذلك
جريمة صورة الكاتب الضمير او الكاتب الراعي الرسمي او الكاتب الرقيق المتعاطف
المصلح صاحب الحق في التضحية وصياغة شعارات القرن اجتماعيا واقتصاديا والادهى من
ذلك عشائريا .لقد استفاد الجميع من هذه المرابحات والخاسر الوحيد هو صفر الكتابة
الذي لم يتركوه حتى ليلوذ بصفريته لينطلق منها الى المستقبل البطيء متى تيسر .
الكاتب النموذجي ليس الضمير اليقظان للمجتمع بل جرحه المحرج الذي يصعب تحويله عبر المسالخ
المتفق عليها الى هلال مسكين معلق في سماء الوطنية والتنمية . الكاتب هو الانانية المطلقة حين ياتي حين من
الدهر ويعتقد أن تدوين نصوصه وتنسيقها وتلاوتها على الاصدقاء هو جزء من تاريخ
الخلاص الروحي والاشراق لعدة اكوان مجتمعة. لنتامل طقوس الكتابة وسندرك ان الكتابة
هي فعلة/جريرة لا يجرؤ الكثيرون على مداعبتها على مرأى ومسمع من الرقباء. ينزوي
الكاتب يصغي لصوته ينفصل من القضايا مهما كانت كبرى ومصيرية لينجز مصير خيالاته
ومجازه ومثيولجياه الشخصية ليكون حتى ظهور تلك القضايا في كتابته تمرينا على
اعادتها الى سيرتها الاولى كمفاهيم خلافية. لو سأل سائل من هو د .هـ لورنس لقال له مجتمع :
لورنس السواد والرماد انه واحد انجليزي
وقح تزوج بعد اسبوعين فقط من اندلاع الحرب العالمية الاولى التي قتل فيها 80 مليون
شخص كما انه وبدل ان يموت هو نفسه في تلك الحرب ظل عاكفا على اكمال رواية "
العاشقات " التي لم يذرف فيها دمعة على الماضي لانه كان يحمل مسردا ذهنيا
يصغي من خلاله لكلمة "انسان" . كان لورنس يكتب للمستقبل ولكنه هو نفسه لم يكن
متأكدا من صلاحيته لهذا الدور المتفلت . مسرى الكتابة اهتزازاتها قارئها سيرورتها كل ذلك يوجد في
المستقبل . الكتابة هي المبارة التي لا نشاهدها على الهواء مباشرة لان فعل التدوين
فعل ارستقراطي عصابي منعزل وموجوع ونادرا ما يبر الجماعة ويظل محتفظا في الوقت
نفسه بحرارة أناه.
الكتابة
التزام يربو احيانا على الجنون وربما هذا هو الجزء المتعلق بالمجتمع فيها وهي
مسألة جدية بدرجة تفوق جدية الحرب نفسها وخصوصا الحرب التي هي اقرب شيء للهزل
ولذلك فان مهمة جدية مثل موضعة الكتابة فكريا...... ما هي
الاسئلة اليوم ؟ ليس هناك اسئلة ؟ اذن سؤال اليوم هو لماذا ليس لدينا اسئلة اليوم
؟ اين ذهبت الاسئلة اليوم ؟ او ربما نحن ذهبنا وتركنا الاسئلة اليوم ؟ لماذا اليوم
؟ من ما كيف متى اليوم ؟ من مما عم الام علام نحن ؟ ثمة فراغ بيني وبين هذه اللحظة
كيف لا استطيع ان المس اللحظة بيدي ؟ كيف لا تستطيع اللحظة ان تجرح قلبي بقلبها النافذ
؟ كيف لا اعرف كوابيسي ؟ كيف تفترسني وحوش تخرج من نومي وتاكلني واراني مجرد وحش يشارك بهمة عالية في
ذلك المعروف الجماعي . لقد اكلوا ذاتي
اكلت ذاتي ذاتي اكلت اين اذا اشلائي ؟ اسماء موتي الكثير ؟
No comments:
Post a Comment