Tuesday, July 31, 2012

الحق في التفحم



من تحايلاته الكثيرة تخفي الشعر في مكامن مرئية وتكشفه في أشكال تلتحم مع الحياة في أكثر عواديها إظلاماً وغرابةً. ويقع في نطاق ذلك شعرية موجة التغيير السياسي الحالية وهي تعصف وتزعزع ما استعصى على مجرد النظر والمراجعة لعقود من المستنقعات العربية المتحركة بمجسات النفط والنفوذ الاستخباراتي والرعاية اللصيقة من الأنظمة الغربية التي لم تنج بقعة من بقاع العالم الثالث من عطفها وغوثها وثرثرتها الحقوقية مجرجرة  معها قواميس كاملة من المصطلحات والتعريفات والبنود. ولكن هذه النزعة التصحيحية الغربية شملت أيضاً تعاطفاً جسيماً مع الأنظمة الشمولية والدكتاتوريات المخلدة في شكل ملوك وسلاطين وجنرالات مخبولين. إن الإحراج الغربي الحالي سيبقى الفضيحة الأشد إيلاماً لصقور المخابرات الغربية إذ أنه قائم وبشكل مطلق على الجهل وبؤس القدرة على التحليل الاستخباراتي الذي عجز عن التنبوء ولو على طريقة ساحرات ماكبث الترميزية بأكبر موجة تغيير سياسي في إقليم استراتيجي يحمد له من بين مآثر عديدة الإبقاء على أقدام الملايين من الأوربيين دافئة. وكان ثمن هذا العمى الواثق حرمان الغرب لأول مرة من  قدرته على التوجيه والإحاطة والاحتواء والترمم على جثة على كل ما يمس الغرب وإسرائيل أولاً. مثل ذلك لحظةً خارجةً على خرائط الطريق، انحراف دقيق عن الوعي الاستهلاكي حتى وهو يتجه رأساً إلى سيطرة اسلامية آن اوان امتحانها الأصعب.
 تحررت موجة الغضب الشعبي من أسر البؤس اليومي حين قررت التفكير في المستقبل مع كل ما يعنيه ذلك من تضحيات مريرة ومخاطرة. وفي مخاض ذلك أوجدت هذه الموجة منطقها الشعري الخاص مخضعة ً معجزات عصية لأحوالها بما في ذلك شكوك الزلزال في ذاته عند رعشته الأولى. ولكن من بين أكثر الوجوه شعرية في هذه الثورات هو استرداد جنة الفرد من براثن منظومات معتقة معنية بالإنسان بوصفه جزءاً من مجاميع أكبر تتراوح بين الانتماء العرقي والديني وما بين ذلك من جيوب قبلية وطائفية. ففي تونس خرجت التأتأة الأولى لخطاب الثورة في حادثة انتحار مثقلة بالرسائل والإشارات. لقد لعب اخراج مشهد انتحار شاب في مدينة تونسية منسية دوراً حاسماً في حيوات مئات الملايين من البشر، ولا يمكن التغاضي عن حرفية ذلك وشاعريته. فما هي إلا لحظة حتى احرق الشاب نفسه قبالة المؤسسة التي أهانته ملخصاً الصراع كله، بكل تعقيداته وثرثرته، في جملتين متناقضتين جذرياً تنسخ إحداهما الأخرى إلى ما لانهاية، جملة الفرد اليائس المنسي والمهان وجملة المؤسسة المتصلفة والمحمية بالتسطيح والتبلد، علامتان تفصلهما مسافة هي لحظة التاريخ البطيئة، حقل من المستحيلات لا يمكن عبوره إلا عبر عزل المستحيل وتسريح المنطقي والتخلي عن كل الخيارات المأمونة، أي لحظة الشعري والخارق والمجنون والغامض والخارج على القانون والتشريعات، والذي لم يكن في حالة البوعزيزي إلا تحول إرادة الحياة إلى معنى مكثف لا يحتويه أي شكل اقل من احتراق الأعضاء الحية، بلاغة اللحم في حفلة الشواء الأخير، صفع الجسد رداً على صفع الخد اليمنى، التعالي على التسامح والمغفرة وأكل تماسيح الأخلاق التي نهشت إنسانية الفرد، اهانة الحق في العيش من اجل الحق في الحياة، تعرية السلام المسيحي وإرباك الموبق الإسلامي. لقد جرد البوعزيزي المؤسسة من سلاحها الرئيسي وهو قدرتها على التأثير على حياته، منتصراً لحياته بموته ومستعيداً السلاح بشكل نهائي إلى قبضته المحترقة التي لم تعد بحاجة إلى السلامة بقدر حاجتها إلى الخلود، وكان ذلك طريق مشى فيه المسيح نفسه والحلاج كله شلواً بعد شلو. فإن كان الشعر تكثيفا لمادة نابعة مما هو أغرب من المعرفة والجهل، من مركز ذهني يخوض التجربة من باب نقاءها و أصالتها وليس من باب حكمتها أو صحتها، فهو عين ما خاضه ذلك الجسد المأخوذ بفتنة النار. جرح البوعزيزي وطعن ظلال أفيال كثيرة في استنارته الأخيرة، وما أن عاد رماده إلى قلب الأرض حتى انقلب سحر الفرد على ساحر النظام.

البحر هو كل خط لا ينتهي بمقبرة
 إقلاع شعاع مغمور يحمل في ظهره بغال التجديد
إلى مستقبل منسي في الماضي،
 إلى حقل القروح الذهنية
حيث في معسكرات معقمة ونقية من الألم
تستزرع الرئة في شمعدان السل وتنبت في كل مرة شمس الحياة.

Saturday, July 28, 2012

تصعيد




تصعيد

(1)

بهجة في الحافر
بهجة مبصرة وتستمر
أليست اللقطة التالية موجعة ؟
لماذا يجلجل القطن في الحقل في الليل في الصمم ؟
بهجة محفورة كاملة الأهلية
وذوبان تائه في البهجة
اللهم اجعلو خير !

(1)

موبقة مهلكة صغيرة : كل كلمة لم تخض ولم تسحق بالاعراض مرة وبالتعرض مرات .


(1)

سألته عن قلوبي هطل المصهور.


(1)

أركض ُ في مادة الزمن
عكس أوبرالياته الشهيدة
أركض بينه  
منزوعة الجسر وعاطلة كجناح يسقط من ذهان الملائكة.



(1)

هرم ٌ من التصاريف في حاشية من اللحظة


(1)

يسألونك عن الروح : جسد في دينونة الغابة لحظة يؤمها البرعم ؛
أخرج بك اليهم
ولا أتكلم ولا يحزنون



(1)

كل شيء يصعب ُ تفاديه لا يحدث؛ ما يستقر هو خميرة الظن: الحروب الخفية الفاشلة بين كلمة و اله موشك يفنيها.





(1)

أشفى من الحقل وأغرس شجرة أخرى ؛ في الحقل .






(1)

نكايةً في الأمل : أدق على كل باب
أنا جثتي؛لا تفتحوا لي .



ضمير المختلج


 ضمير المختلج
)الكُتَّاب وذواتهم)، (الكُتَّاب والمجتمع)، (الكُتَّاب والكتابة)؛ كيف يموضوعون أنفسهم بالنسبة لهذه المحاور فكريَّاً، وما هي تبعات هذه المواضع، وهل هي ثابتة، أم أنها قابلة للتغيير؟
ضمير المتكلم ! نحن بالضبط في صدر المنزلق الأخطر، سأعرج على البنية العميقة للعنوان نفسه بقلق مشروع، على الأقل بالنسبة لمن يكتب مستفيداً من الشرخ الذي تحدثه تلقائيا مفردة " فرد" .في البنيان اللغوي الضمير هو، حي الله، نائب ينوب عن الاسم ؛ إنه الظل الشجاع لشجرة ذات ما . النائب الأول لغائب، أو هارب، أو مستتر مضمن مبرأ من شمس التسمية والتعيين . عدا أن ماينقذ هذه الدلالة دولة انه ضمير ال "متكلم" : انا ، الكلمة الرئيسية التي يعتبر كل ما يعقبها محاولة ملحمية للقول تنتهي في غالب الأمر اما الى نكتة أو إلى حمار ضروري في عقبة . ماذا لو كان هناك، بدلاً عن ضمير المتكلم، ضمير المختلج، أو ضمير المنسهم بسهم الله، او ضمير المنكتب وهو يقرأ دمه في معنى ما !
الكتابة هي المختصر التدويني لما يمكن أن نسميه موقعة الشخص، وهي لأنها موقعة شخصانية جدا وشراكة غير محدودة بين طرف واحد اصبحت معرضة لأن تكون في مهب الجميع. بحكم الظل، وبحكم شجاعة الضمير، وبحكم توهم أن المرآة تعكس ما يقع عليها وليس ما تلفظه من تصورات، وبحكم الجهل، انتهى الأمر بالكاتب من ضمير صوته لبوقة تعزف لحناً اجتماعياً يراعي الاخلاق.
 افكر في سلسلة من الارقام او الالوان او الاصوات الموسيقية او البشر فرادى وارى فوراً الاطار الذي يمكن رسمه حول كل تلك المجاميع ؛ الانعزال من جانب والتورط من جانب. الانعزال  لكون كل عنصر عنصر والتورط لكون كل عنصر متورط في محيطه ومعرف به او من خلاله ومن ذلك متشابك معه ايضا لبناء شيء معقد بدرجة تبدو وكأنها اكبر من تعقيد العزلة الاولانية التي توحي بالبساطة. لكن هل نحن بصدد توليف تفاسير كونية لفعل الكتابة التي هي نفسها فعل مندرج تحت تلك النظرة لكونها مستقلة  متورطة في الافعال المحايثة ومن بينها فعل الأمر بالمعروف او ارساء القيم او اصلاح ما يفسده العقل ؛ اهذا هو المرجو من الكتابة في ضمير السائد وآلته الضخمة الجمهور وعينه المتضخمة المكونة من فقهاء الأدب؟
 للاجابة عن السؤال حول كاتب ومجتمع او كاتب وكتابة ذات الا يكون من الاجدر تحديد هذه العلاقة اولا وذلك برأيي يبدأ من ماذا يريد الكاتب من كتابته وماذا يسيج المتلقي منها ؟ بحسب ما يظل يحدث لقرون لا يعرف الكاتب المستجير برمضائه اي شي عن غايات نهائية لكتابته انما اين يسجن المتلقي الكتابة فهو ما تسبب مشكورا باحداث كل تلك البلبلة الجميلة التي جعلت من الممكن ان يعجب حتى شاعر مثل نيرودا بقاتل مثل ستالين نزل تقتيلا في البشرية بما في ذلك رصفاء نيرودا من الشعراء . بدعاوى من قبيل الثورة والحرية للجميع والاشتراكية على الاخص والمساواة وحقوق الكائنات والتنمية المتوازنة  والمجتمع تم ارتكاب معظم الجرائم بمافي ذلك جريمة صورة الكاتب الضمير او الكاتب الراعي الرسمي او الكاتب الرقيق المتعاطف المصلح صاحب الحق في التضحية وصياغة شعارات القرن اجتماعيا واقتصاديا والادهى من ذلك عشائريا .لقد استفاد الجميع من هذه المرابحات والخاسر الوحيد هو صفر الكتابة الذي لم يتركوه حتى ليلوذ بصفريته لينطلق منها الى المستقبل البطيء متى تيسر . الكاتب النموذجي ليس الضمير اليقظان للمجتمع بل جرحه المحرج الذي يصعب تحويله عبر المسالخ المتفق عليها الى هلال مسكين معلق في سماء الوطنية والتنمية  . الكاتب هو الانانية المطلقة حين ياتي حين من الدهر ويعتقد أن تدوين نصوصه وتنسيقها وتلاوتها على الاصدقاء هو جزء من تاريخ الخلاص الروحي والاشراق لعدة اكوان مجتمعة. لنتامل طقوس الكتابة وسندرك ان الكتابة هي فعلة/جريرة لا يجرؤ الكثيرون على مداعبتها على مرأى ومسمع من الرقباء. ينزوي الكاتب يصغي لصوته ينفصل من القضايا مهما كانت كبرى ومصيرية لينجز مصير خيالاته ومجازه ومثيولجياه الشخصية ليكون حتى ظهور تلك القضايا في كتابته تمرينا على اعادتها الى سيرتها الاولى كمفاهيم خلافية.  لو سأل سائل من هو د .هـ لورنس لقال له مجتمع : لورنس السواد والرماد  انه واحد انجليزي وقح تزوج بعد اسبوعين فقط من اندلاع الحرب العالمية الاولى التي قتل فيها 80 مليون شخص كما انه وبدل ان يموت هو نفسه في تلك الحرب ظل عاكفا على اكمال رواية " العاشقات " التي لم يذرف فيها دمعة على الماضي لانه كان يحمل مسردا ذهنيا يصغي من خلاله لكلمة "انسان"   . كان لورنس يكتب للمستقبل ولكنه هو نفسه لم يكن متأكدا من صلاحيته لهذا الدور المتفلت . مسرى الكتابة  اهتزازاتها قارئها سيرورتها كل ذلك يوجد في المستقبل . الكتابة هي المبارة التي لا نشاهدها على الهواء مباشرة لان فعل التدوين فعل ارستقراطي عصابي منعزل وموجوع ونادرا ما يبر الجماعة ويظل محتفظا في الوقت نفسه بحرارة أناه.
الكتابة التزام يربو احيانا على الجنون وربما هذا هو الجزء المتعلق بالمجتمع فيها وهي مسألة جدية بدرجة تفوق جدية الحرب نفسها وخصوصا الحرب التي هي اقرب شيء للهزل ولذلك فان مهمة جدية مثل موضعة الكتابة فكريا......   ما هي الاسئلة اليوم ؟ ليس هناك اسئلة ؟ اذن سؤال اليوم هو لماذا ليس لدينا اسئلة اليوم ؟ اين ذهبت الاسئلة اليوم ؟ او ربما نحن ذهبنا وتركنا الاسئلة اليوم ؟ لماذا اليوم ؟ من ما كيف متى اليوم ؟ من مما عم الام علام نحن ؟ ثمة فراغ بيني وبين هذه اللحظة كيف لا استطيع ان المس اللحظة بيدي ؟ كيف لا تستطيع اللحظة ان تجرح قلبي بقلبها النافذ ؟ كيف لا اعرف كوابيسي ؟ كيف تفترسني وحوش تخرج من نومي  وتاكلني واراني مجرد وحش يشارك بهمة عالية في ذلك المعروف الجماعي . لقد اكلوا ذاتي  اكلت ذاتي  ذاتي اكلت   اين اذا اشلائي ؟ اسماء موتي الكثير ؟

الرقصة العادلة




الرقصة العادلة

الزمن انعكاسياً هو اقرب شيء الى الموت الآن بحيث يصبح الماضي هو آخر ما سيحدث لي وبحيث لا يصبح من المستحيل ركل لحظة الولادة والعبور منها للعين، لكن المستحيل هو تحريف لحظة الموت بالسباحة فيها مثل دلافين صماء معمعمة بالخروج .الموت هو الذاكرة واعني الحية والميتة، ولكن ذلك هو ذلك فقط، مجرد تعمية حرفية. إن العبور على جثتنا هو الأجدر بالنظر، وهذا يتضمن تعفناً عفناً جداً، يتضمن الركود والآمال البلهاء التي تغري شعباً كاملاً بشيء يجعله يستيقظ كل صباح؛ كم يشبه ذلك معجزة المعجزات! إن اللحظة التي نختار فيها الخروج من الحدث إلى الخبرة تمثل رسماً بيانياً لتذبذب قطبي الموت على ورقة الحياة لترسم هيكل احتمالات كبيرة مكونة من عظتين فقط الجِلد المصلوب على العدم، والحلول الأسهل من ذلك بما فيها الكتابة. ان المواجهة مع الموت اشعار كاذب من حيث احداثيات تبليغه ليس لأن الموت هو التجربة المصمتة والتي لا ينفع عكسها عبر اي مرآة، ولكن لأنه التجربة بكلياتها بحيث لا يسمح لأي غواية بامتلاكها ناهيك عن التحديق فيها. كافة العيون التي استعصمت بالرعب وتلته تلاوة الوحي لم تدعي خلاف التدويم في الموت وليس ابداً الهطول عليه. الكلام على ترددات الموت هو شيء آخر طبعاً. بالنسبة لي، وهذا طبعاً ايضاً شيء خارجي جداً، فإن الموت هو التكرار، الايقاع، الضجر، التدوير، الرهط، البيت، أو التعلق كفاية بما هو ليس بكافٍ ابداً.  النظر الى الموت يجب ان يكون رقصة عادلة يمتص فيها الذهن جدارايته المعقدة البديعة ويمتص فيها الايقاع ايقاعه ليكون من الممكن العثور على روح، أو على رائحة روح . قلت للنشادر انني سأكتب عن الموت وانتبهت لاحقاً إلى موضوع المواجهة وعرفت ان اللعبة ان كان ثمة واحدة هي هذه المواجهة و باختصار الخبرة او الظل المتروك بين التعيين والمرواغة وبين الانطعان نفسه. المواجهة تقتضي اطرافا على الاقل طرفين وهي تتضمن الشجاعة الكافية لادارة الظهر للعدو والذي هو الحياة لمناكفة البساطة التي هي الموت. اضع نصب عيني كم هو بسيط في معناه ومن حيث هو حلا سهلا لكل مستقبل فليس ثمة ما يجاري الموت في الفعالية والتظبيط. الموت هو المعمار المخدوم بالفكرة وبالهندسة وبظلال الهشاشة الصلدة ومثل اسطورة شخصية يجب اعتناقه وليس كاي شيء آخر ؛ منظومة آحادية ارسالية لا تجوع. انني هنا ازواج بينه وبين الشعر وبكثير الأسى اشعر انه منتصر وعلى وجه الدقة منتصر وحيد ونهائي ما يجعله في هذه الحال مجرد محدودية وربما ارواء. اقترب من الموت آيروسياً في اللغة وهي الغرفة الوحيدة المختنقة بما يكفي لتظهير صورته الهاربة.انها القوقعة الجرائمية اللغة و المحيط الذي يمتد من وراء ذلك يقعى الخيال بانتظار ولو مجرد إقمار متسارع ينهي استبساله وحمولته الشكية. الكتابة نوع من هذا الاقمار الجيوشي المتنازع ولذلك تكون في احيان كثيرة محط الأموات وحياتهم. الكتاب موتى يبالغون؛ ربما المبالغة هي الطريق الأقصر لوضع ايدينا على ذواتنا الميتة زمانيا المبالغة والتسريع والتجويع والنهم الى تعرجات الذروة الباطشة. ان اكثر ما يفاجئني بالنظر الى الموت - من اي نقطة - كونه خال كليا من عنصر المفاجأة  ومفتقرا بائسا الى الاستقلال واللانسقية الضروريان للكيانات الغامضة والمؤسطرة. انه شيء مكرر الاشارة الى الموت كشيء بدئي كاظلام كوناني تنبثق منه احتمالات تعاكسه لتظهر فداحته. لكن الموت بعد ذلك علق يمتص حياته من الحياة  داهسا احتمالاتها المرة وراء المرة ليظهر فرادته وثباته ولذلك فهو مضجر مثل اي سوء فهم لا يد لنا فيه.  لنقل اننا نتحدث عن مفهومين متباينين : مفهوم الموت ومفهوم الموت كحادثة ولكن ذلك لا يسعف المسألة الا من حيث ان تجريد الموت او تمثله قد يقودان الى نهايتين انفجاريتين لقنبلة واحدة هي الايقاع. الموت هو استقبال حافل للحياة ولكنه استقبال متأخر واختزالي الى درجة نهائية في حين ان الحياة نفسها اسلوب استدباري حافل ايضا تحدوه الاحتمالات ويكمله الشغف الى المطلق  وفي كلا الحالين تتوسط الموت والحياة نقطة غالية محفوفة بهما منسوجة بجدارة من نفسها ومحمية منها النقطة التي يتبادلان فيها النظر نقطة التحديق والمواربة والجهل وبالأخص الاحتقان.


Maryam

Maryam

By Najlaa Eltom
Translated by Maysoon Elnigoumi


I recall- unwrapping this gift of death-
I recall that you are my gift
I recall your hands:
Gripping bliss with callous fingers
The bliss of mine birds: dense dull demure
Propped in a train,
 I eternally carve in them
a dream incarnating in a dream
til at last, I was blessed with your embrace.
And now my love...God’s gift
All festivities have come to an end
All nobility
All audacity
Holding in my hands, keys abandoned by their doors
I unlock dreariness
Your guards queue up the tower raising lunar plaques
Dimming, shimmering, dimming, shimmering

Here you are my beloved-enthroned
Your voice in the garden blaspheming:
For once, cease this pursuit
It was not I you were promised in the dream
Behold your face
Is this the face of a prophetess?
do I resemble a decaying miracle?
Your mistresses are needlessly moaning
I am not their augury
I never was a son to you
Maryam
Here I lay
In the terror that shook you from your dream
entrapped in your copper phial
I am that vile flower

Maryam gather your dates
And with your naked foot
Pass over the body, him you have slaughtered
Pass over Maryam
Passover
Pass over your people down the valley
Pass over the river to the woods, cleft the sun’s labyrinth in twain
two mirrors
And when you have gained your conquer
Gaze deep into them
Where resurrection despairs of the dead
And eternity is consumed

Maryam Maryam Maryam
Stranded at the gates of abandonment
Where none is called upon
Where names are burned out in numbered caves
And the body is soaked in motherhood
I, swarthy deaf, amnesic
Beseech you ,mother

Reap me from the trenches
Gather your child body
From the flower of the cross
Wrap it with bushes, drape it in plagues
Reap me from oblivion
I am your infatuated arrogance sobbing penitently in the streets
A glorious regal frog
Marred in the girl’s gasp , forgotten

Here you stand before me
I fail to shield you from myself
Here you stand before me
Anguished barefooted spoiled
Entangling in the winds, sphere trodden
Sister, does your song know no end?
Maryam
Lend me your ear
Cease your prayers
For a moment
Spread your palms so my heart may drink
Ravage the garden
Burn the palace
Scorn the braids of marble
And cling to shadows

Maryam?
Maryam
My heart and thine are moon and sun
And you are now setting
If only
If only
You are moved to flee
Afore my moons rise and my stars simmer
But here you stand before me
And I fail to shield you from me
I your beloved frog
Tyrannical
I am, what accumulates upon testimony, and am testimony to ingratitude
quench my thirst,
Prophetess
Rain on all ends so I may rise and baptise
So I may survive every wound
So I may sacrifice all my souls to your eclipses
Maryam
My heart instilled in your heart is akin
A moon instilled in a moon
you pour now
my stars quiver now
Now your frailness strides and your swarthiness speaks
Every drop of you on me
Is my life on you
Reap me from death
Maryam
And fade
For the crowds of your blood conjure the not forgotten
Mother!