Saturday, April 28, 2012

أشجار ماكبث



أشجار ماكبث
نجلاء عثمان التوم



 ينطلي مَهْربُ الصمتِ على آلة الكيان.

شراعٌ قروحيٍّ يصيد إلهاً نائياً عن جنة الريح.

 يتحررُ الجوعُ من ربقة الفهد الخائضِ في عظم الخيال،

حتى الغلالة المحمومة تنطلي وتنهل الجسم إلى أصفاره.

تتخرج كنايةٌ من قنطرة هلاك

 تبحرُ خفيفةً في القعور العلوية لمادة الجهل،

 ينضج أخيراً القطار الرئوي،

ينضج أخيراً المسيح المقرور

تفوح نحاسات الوطأة  

يخرج الماضي من شرنقة الغد والشرنقة إلى فراشتها الجديدة

ويكشف الرب عن جمهوره الكرستالي

كان، والغابة نافورة زرافات تطفو في ظفرٍ يتحسس الخلود،

 غارقاً وحيداً في بداهةٍ ذهنيةٍ فائرة.



 ملاك الصمت انطلى على آلة الريح والدم،

تنشب في نخاع الليل

لحظة سكونية

وسرطان أعزل في غزلٍ وشروحاتٍ  يموء الهوامش بيضاء

ناهبات اللذة

تمصمص بعضها تحت الغرور.



أيتها الرحلة المعتصرة من ضرع الهذيان  

يا حرب ميئوس منها مع حكمة الخلل   

بدأ مكان بموت رشيدة

فاضت اللحظة السحرية المتآكلة

 فاض التآكل الرحيم الذي كناه

لقرون قصيرة استمرت جثتنا دون حلٍ مثل عاهة قمرية

 متكورين على الدم الناجي من مذبحة بعيدة

جزعين من الوجه القاتل للضجر.



الكتابةُ ذئبةٌ طارت من مفصد الدم

من اجل هذا التلوث خُلق هيكل الافتراس الضامر

خلقت الطرق والمتاهات المرسومة على أطلس الأثداء،

خلقت الرائحة الدقيقة للإمكان  

وخلق الضياع.





في الجمال تسيطر الإرادة على العدم وصولاً إلى إرادة العدم،

وعندما تنغلق الأسرار على المغارة

وتتعرى البحار من الماء ملقيةً مئزر الطحالب في الغسيل،

ليبدأ فصل الحصول متصاعد الشهوة

تتفتق مواكب القيعان فجأةً عن نهرها الجبلي وتسيل الأقاليم،

وكما تولد الحاجة المرعبة إلى الألم  

 يولد مستحيل نزيه مجاناً مع كل عبوة حرية

 ومع كل شمسٍ تلهثُ غابةٌ هي القلب صوب كياسة المجهول.





أيتها الخطرة، يا مخالطة الوقت المتكدس في الجنين

يا مجالسة السحر الجائس في اللحظة الهاربة

 أيها التسرب إلى الفخ والترويض

ويا الرحمة القتيل للأمومة الوحش.





أيها الركض صوب لا أين اللاحمة،

إلى ضياعٍ أولٍ،

 إلى إزهار النهد الخارج من حرب الهضبة.



البحرُ كل خط لا ينتهي بمقبرة

 إقلاع مغمور يحمل في ظهره بغال التجديد

إلى مستقبل منسي مرتعش من لذة عثوره،

 إلى حقل القروح الذهنية

حيث في معسكرات معقمة ونقية من الألم

تُستزرع الرئة في شمعدان السل

وتنبت في كل مرة شمس الحياة.





     لماذا لا يكبر الألم شيئاً فشيئاً

لماذا، مثل أي جثة، لا يُجرًّف ويختلس وينحت ويصير.

لماذا ينهض مارداً بليغاً عارفاً إلهاً،

 يأكل مثل مجاعة، ومهما يُقصف بفئران التجربة

لا يصرخ إلهي إلهي

لماذا يمشي ليلاً حائضاً عرقه جبال وأخيلة وبسوس

لماذا يقعى في خرائبي الشحيحة

لماذا، في منتهبي، يلد نفسه شجرة  وهو الأرض كلها.